البابا فرانسيس يدعو لتبني معاهدة دولية تنظّم استخدام الذكاء الاصطناعي
البابا فرانسيس يدعو لتبني معاهدة دولية تنظّم استخدام الذكاء الاصطناعي
دعا البابا فرانسيس، الخميس، زعماء العالم إلى تبني معاهدة دولية حول الذكاء الاصطناعي لضمان استخدامه بطريقة أخلاقية.
ووجه البابا البالغ 86 عاما هذا النداء في رسالة من 6 صفحات نُشرت مسبقا بمناسبة اليوم العالمي للسلام الذي تحييه الكنيسة الكاثوليكية في الأول من يناير ويركز هذا العام على موضوع الذكاء الاصطناعي، بحسب وكالة فرانس برس.
وبينما رحب البابا بالتقدم العلمي الذي أدى إلى تخفيف المعاناة الإنسانية، حذر من أنه يضع "بين يدي الإنسان مجموعة واسعة من الإمكانات التي قد يمثل بعضها خطرا على بقاء الإنسان على قيد الحياة وعلى بيتنا المشترك".
وسلط البابا الضوء على مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي الذي قد يسمح بالتحكم في الأشخاص لأغراض تجارية أو سياسية، غالبا بدون علمهم، في شكل "يحد من ممارستهم الواعية لحرية الاختيار".
وكتب أن الإنسان "يخاطر في هوسه لإخضاع كل شيء لسيطرته، بأن يفقد السيطرة على نفسه، وفي بحثه عن الحرية المطلقة، بأن يسقط في دوامة ديكتاتورية تكنولوجية".
وحذر من أنه "لا يكفي حتى أن نفترض التزام الذين يصممون الخوارزميات والتقنيات الرقمية بالتصرف بطريقة أخلاقية ومسؤولة".
وبدلا من ذلك، حض البابا على تبني "معاهدة دولية ملزمة" لتنظيم تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي، بهدف منع الضرر وتقاسم الممارسات الجيدة.
وأضاف أن "التطورات التكنولوجيّة التي لا تؤدي إلى تحسين نوعية حياة البشريّة جمعاء، بل تؤدّي إلى تفاقم عدم المساواة والصراعات، لا يمكن اعتبارها أبدا تقدّما حقيقيا".
وتزايدت المخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي منذ ظهور روبوت الدردشة "تشات جي بي تي" أواخر عام 2022.
ويعمل الاتحاد الأوروبي على قانون واسع يغطي هذا القطاع، فيما دخل التشريع الصيني الذي ينظم الذكاء الاصطناعي التوليدي حيز التنفيذ في أغسطس الماضي.
وأصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن أيضا أمرا تنفيذيا يتعلق بمعايير سلامة استخدام الذكاء الاصطناعي في أكتوبر.
وكان البابا فرانسيس نفسه موضوعا للعديد من الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، بينها صورة انتشرت على نطاق واسع تظهره وهو يرتدي معطفا أبيض ضخما يتدلى فوقه صليب كبير.
تحذير أممي من مخاطر الذكاء الاصطناعي
وسبق أن حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن الذكاء الاصطناعي قد يشكل خطرا على السلم والأمن الدوليين، داعيا الدول الأعضاء إلى وضع ضوابط لإبقاء التقنية تحت السيطرة.
وقال غوتيريش في جلسة هي الأولى التي يخصّصها مجلس الأمن في يوليو 2023 للبحث في مسألة الذكاء الاصطناعي: "من الجلي أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير على جميع مناحي الحياة".
وتابع: "الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه إمكانيات هائلة للخير والشر"، مشيرا إلى أن التقنية قادرة على المساعدة في وضع حد للفقر أو علاج السرطان، لكن قد تكون لها "عواقب خطيرة جدا على السلام والأمن الدوليين".
ومن جهة أخرى "الاستخدامات الضارة لأنظمة الذكاء الاصطناعي لأغراض إرهابية أو إجرامية أو لصالح دولة، يمكن أن تتسبب في مستويات مرعبة من الموت والدمار وتفشي الصدمات والضرر النفسي العميق على نطاق يفوق التصور"، بحسب غوتيريش.